كثيرا ما نخاف ممن حولنا، و خصوصا أولئك الذين نعتبرهم غرباء عنا، لا نستطيع الوثوق بهم بسهولة و لا مشاركتهم أسرارنا و كل ما يخصنا.. لأنهم بالنسبة لنا أشخاص لا يعرفوننا و لا نعرفهم جيدا و لا نعرف نواياهم و كل ما يخصهم، و بالتالي الثقة فيهم، مغامرة لا يجب الخوض فيها لأنه أكيد ستنقلب علينا في يوم من الأيام، و لهذا لا نؤمنهم على ما يخصنا. و في المقابل، هناك أشخاص نعتبرهم أقرب الناس إلينا نشاركهم كل ما يخصنا، و يعرفون عنا الصغيرة قبل الكبيرة، نأخذ رأيهم و نعمل بنصائحهم، كونهم يفكرون لمصلحتنا و يعملون جاهدين من أجل نجاحنا، نحبهم أكثر من أي شيء آخر و نقتسم معهم أتعس و أجمل الظروف، و في أحيان كثيرة لا نتخيل حياتنا من دونهم، بل إنها تأخذ ذلك اللون الجميل منهم و نعتبر أن سعادتنا تنبثق من ضحكاتهم. و فجأة قد تقع مواقف نصدم في أقرب الأشخاص إلينا و من اعتبرناهم نصفنا الآخر، و نرى الوجه الحقيقي لأشخاص لطالما ارتدوا أقنعة تخفي حقيقتهم البشعة، و أيضا نكتشف أن من اعتبرناهم غرباء هم من يستحقون احترامنا، و هم من وقفوا إلى جانبنا عندما تخلى عنا أقرب الناس إلينا، و عندما ذقنا طعم الخيانة من أقرب الأشخاص إلى قلوبنا. لنكتشف أن من كنا نعتبرهم غرباء هم أكثر وفاء من أحب الناس إلى قلوبنا، و الذين استطاعوا خيانتنا من دون أن يرف لهم جفن، وحتى لم يفكروا ولو للحظة لما قد تحمله خيانتهم لنا من أسى و من جرح عميق قد لا يلتئم بسهولة.