بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
.
.
للتاريخ مُدن يصنع فيها احداثه خلال رحلته الطويلة
انتصاراته وانكساراته
فرحه وشقائه
يصقل فيها شخصياته
وينقح تجاربه
ليهدي لأبنائه الجدد خلاصة تجاربه وحكمته
التي تراكمت خلال عشرات القرون
فالتاريخ يعيد نفسه كما يُقال
هناك وبالقرب من ضفاف البحر المتوسط وأشجار الزيتون في الأرض المباركة
تُقيم احدى مدن التاريخ
بهدوء فاتنة شرقية
وبصخب ضجت به الدنيا
مدينة ألهبت خيال الشعراء والأدباء والمؤمنين!
زينها الله بجوهره نفيسة لا مثيل لها إلا في مكة
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟
قال: المسجد الحرام؛ قال ثم قلت ثم أي؟ قال : المسجد الأقصى ؛ قلت كم كان بينهما ؟ قال: أربعون سنة –رواه البخاري –
تلك الحسناء الطاهرة
كانت ومازالت محل تنافس كبير بين الأباطرة والملوك والقادة والزعماء
بنوخذ الكلداني – بخت نصر -
الملك هيرود
القائد نيتس الروماني
الإمبراطور هدريان
هناك من أحبها فعمرها وهناك من حقد عليها ودمرها ولكنه لم يستطع طمس محاسنها
فقد ظلت صامدة
فهي مدينة الأنبياء
إسحاق
يعقوب
داود
سليمان
موسى
عيسى
محمد عليه وعليهم أتم الصلاة والسلام
كيف لا تبقى صامدة وهي مدينة العرب منذ نشأتها الاولى
ومدينة المسلمين منذ ان هامت في حب عمر!
وأبناء عمر البررة
معاوية
وهارون الرشيد
لم ترعبها جرائم الصليبي الفرنسي غودفري – قائد الحملة الصليبية الأولى الذي احتل القدس - الذي خاضت خيله بدماء المسلمين
فهي تعرف قدرها لدى عشاقها وتعرف عشاقها جيداً
نور الدين محمود
ثم صلاح الدين يوسف الذي زين جيدها بحطين وخضب كفيها من دماء الصليبين
عبدالحميد الثاني العثماني عندما تنازل عن عرشه وتمسك بحبها
" ها قد عُدنا يا صلاح الدين" هكذا قال اللنبي – قائد بريطاني - وهو يركل قبر صلاح الدين في دمشق مؤذناً بعودة الغزاة بعد الحرب العالمية الاولى
لتُسلم عروسنا لشذاذ الآفاق الذين تخلصت من رجسهم أوروبا وألقت بهم في بلادنا
الذين لم ينتهي تيههم ولا زالوا وكيف ينتهي وقد ( .. أُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ .. )
لم ينتهي التاريخ ولن يتوقف عند هذا الحد..
فلا زالت هناك صفحات لم تُكتب فالتاريخ يعيد نفسه! صلاح الدين قادم
والنصر قادم وسيتحدث الحجر عن ذلك النصر!
هذه قبلاتي
فمن يحمل أشواقي اليها ؟
دمتم برعاية الرحمن وحفظه