إنها سورة الإخلاص
الحمد
لله الذي أنزل القرآن حجة وضياء ، وجعله للذين آمنوا هدى وشفاء، رفع الله
مكانه وأعلى سلطانه وبين برهانه وقال عز من قائل سبحانه فإذا قرأناه فاتبع
قرآنه ثم إن علينا بيانه أعظم كتب الله كلاما وأحسنها نظاما وأبينها حلالا
وحراما فيه وعد ووعيد وترغيب وتهديد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
خلفه تنزيل من حكيم حميد اللهم صل وسلم على من كان خلقه القرآن نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ - لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.
سورة الإخلاص وما أدراكم متى سورة الإخلاص !
هل تعلمون قصة نزولها دونكم الخبر
روى
الإمام أحمد والترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: «إن المشركين قالوا
للنبي صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك. فأنزل الله عز وجل:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
وروى
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جاءت اليهود إلى النبي صلى
الله عليه وسلم ، منهم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، فقالوا: يا محمد صف
لنا ربك، الذي بعثك، فأنزل الله تعالى:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ} فيخرج منه شيء{وَلَمْ يُولَدْ} فيخرج من شيء»
أحبابي : وإنما عظمت هذه السورة وجلتلما
اشتملت عليه من الدلالة على أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد
الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات ولهذا سميت بسورة الإخلاص. ولا شك أن
التوحيد أعظم أمر وأجل غاية ,
تلكم سورة الإخلاص قصيرة في مبناها عظيمة في معناها وايم الله إن الفائز بها مغبون والغافل عنها مفرط ,
اللهم
إنا نتقرب إليك بحبنا لهذه السورة العظيمة فارزقنا حبك واكتبنا في أوليائك
وحزبك والحمد لله بدءا ومنتهى وقبلا وبعدا وأولا وآخرا