بوصلتي
احتفظ بها واحرص عليها فهي من يرشدني ويدلني الى الطريق الصحيح
بوصلتي اهداني اياها ابي وامي
اشتركا بصنعها وضبطها ثم علماني كيف استخدمها
وجعلاني افهم انهما لن يرافقاني طول الطريق ففي مرحلة من رحلتي
سيكون علي قطع طريقي وحيد
افهماني انني يجب ان اخفي بوصلتي قرب عقلي او حتى قرب قلبي
وحذراني من ان اضيعها او اسهو عنها .. فاظل الطريق
وقالا ستواجه امامك في رحلتك الف طريق وطريق
وقد تحتار وقد تتيه ...فتذكر بوصلتك .حينها لن تتيه
في حياتي واجهت الف طريق وطريق
واحترت اي طريق اسلك فرجعت لها ودلتني وارشدتني
على المسلك الصحيح ..
ثم تعبت من حملها فالجميع حولي بلا مرشد او دليل
فاحببت ان اتجرد منها ..اهملتها وركنتها
و تقت ان اكون بلا مرشد او دليل
احسست بالخفة والتحرر وانه با مكاني فعل مااريد
فانطلقت اروي عطشي لدروب لم الفها وارتميت في احضان الطريق
تمتعت وتهاديت وانا مرتاح بلا قيد يشدني لبوصلة
يزعمون انها تدلني الى الطريق
دخلت هذا الدرب وذاك ثم ذاك وخرجت منتشيا ودخلت الاخر وصرت اكثر فرحا
ولكن يااصحابي يارفاق هذه الدروب اصارحكم الان تعبت فساعدوني كي استريح
تركوني ولم يبالوا بامري واصبحت في هذه الظلمة وحيد
منهك ...متعب ...مضاع
واذا بي المح جدار على بعد خطوات امامي وبصيص نور ضعيف
توجهت نحوه مسرعا علي اريح قربه ..فلم اجد
الا ورجلي تنغرس بوحل يمنعني من مواصلة المسير
صرخت وحاولت ان اخلص نفسي من بؤسي
واذا بي اسمع صوت لامخرج لك من هنا وانت من اختار هذا الطريق
فصرخت قائلا لا ليس الان تقطع علي رحلتي
فانا استطيع ان اختار غيره وانا لدي مرشد ودليل
فقال عليك به اذن
فاسرعت متلهفا ابحث عن بوصلتي هدية والدي ووالدتي اين ضيعتها
كنت احنفظ بها قرب عقلي او قلبي
لكنني اهملتها وركنتها بحثت وبحثت داخل نفسي فوجدتها
لكن ماهذا انها لاتشير لاتتحرك هززتها وبكيت دموعي غسلتها
ودعوت ان تكون لازالت تستطيع ان تكون منقذتي ..
فاذا بها تشير الى طريق .خلصت رجلي ورميت نفسي فيه مطمئنا
فكانت الراحة التي شعرتها خير دليل ...