غسل الميت
قال تعالى: "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)". (سورة الرحمن). وقال رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم: "من غسل ميتاً فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة، ومن كفن ميتاً كساه الله من سندس واستبرق في الجنة، ومن حفر لميت قبراً فأجنه فيه أجرى الله له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة". (حديث صحيح).


قبل البدء بطريقة غسل الميت لابد لنا أولاً أن نعرف بأن المغسل لا بدّ وأن يكون أميناً عالماً باحكام الغسل، وأن يكتم ما يرى من الميت من أسرار، ويستر عليه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، كما لا ينبغي دخول كثير من الناس في المغسلة، فيدخل المغسل ومن يحتاج معه، وحتى نتبع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام لا بدّ من توافر عدّة حوائج قبل أن نبدأ بغسيل الميت وهي كالتالي:

الكافور: يكون ناعم ثم نضعه بسطل ماء نظيف طاهر.
ورق السدر: ورق السدر يعقّم الجسد ويزيل الأوساخ ويجلط الجروح، بحيث نأتي بالسدر الناعم. ونصبّ عليه الماء النظيف الطاهر، ونبدأ بتحريك الماء على السدر لتصبح هناك رغوة فما نحتاجه بالتغسيل هو الرغوة، وإن لم يتوافر ورق السدر نستخدم الصابون.
المبخرة: نحضر المبخرة والبخور، لإشعالها أثناء الغسيل؛ وذلك لأنه من الممكن أن تخرج رائحة من الميت، فلا يشتم من حوله رائحته، والرائحة التي تخرج من المبخرة تلطف الجو. الآن وبعد أن توافرت احتياجتنا نبدأ بغسل الميت.

طريقة غسل الميت
وضعية الميت
نضع الميت على ظهره، وبالنسبة لاتجاهه لا بأس ولا حرج أن يكون الميت بأي اتجاه أثناء التغسيل، ونضع عليه إزار غليظ ملون نغطي به جسد الميت بحيث نغطي منطقة سرته الى فخذيه دون أن نكشف عورته، ونخلع عنه ملابسه مع مراعاة ان يكون الأزار لا زال على جسده ومراعاة عدم كشف عورته، ثم نخرج طقم الأسنان إن كان يضع أسنان، ونزيل الخاتم إن كان يضعه، بحيث نزيله برفق.


الاستنجاء
حيث نقوم بفتح رجلي الميت دون النظر إلى عورته، ونصب الماء بغزارة من تحت الغطاء، ويُستحب وضع الميت في وضعية الجلوس حتى نطمئن أن جميع ما في بطنه قد خرج ونظف بطنه تماماً.


الوضوء
نوضىء الميت وضوء الصلاة، مع مراعاة أنه أثناء المضمضة والاستنشاق لا يصب الماء صباً في فمه أو أنفه؛ لأنّه سينزل مباشرة من فرجه.


الغسيل
نبدأ بالغسيل وذلك بصب الماء على رأسه ونزولاً حتى قدميه، ثم نقلب الميت إلى جهة الشق الأيمن ونصب الماء عليه من الرأس ونزولاً حتى القدمين، ثم نعيده وضعيته الأولى، ثم نقلبه إلى جهة الشق الأيسر ونصب الماء عليه كما فعلنا في المرة الأولى، ونعاود تكرار هذه العملية مرة ثانية، وفي المرة الثالثة نغسله بماء السدر، حيث نأتي بالرغوة ونضعها على رأسه ونزولاً حتى قدميه، ثم نقلبه على الشق الأيمن ثم الأيسر، وكما نلاحظ ان آلية الغسل بالسدر هي ذاتها التي اتبعناها بالماء في المرة الأولى والثانية، ثم نقوم بصب الماء على الميت بغزارة كما في المرات الأولى والثانية.


الكافور
نسكب الكافور عليه، حيث نقوم بتجليس جسد الميت بوضعية الجلوس، ونسكب ماء الكافور عليه صباً، ثم نعيده كما كان نائماً على ظهره ثم نسكب الماء على كامل جسده. وهكذا نكون قد انتهينا من غسيل الميت وبعدها تأتي مرحلة التكفين.